-A +A
بسمة إبراهيم السبيت BasmahES1@
عندما تحترق جميع أوراقك اليوم في السوشال ميديا، جرب أن تسرب مقاطع خاصة لك، جرب أن تتقاتل أنت وأحد أفراد أسرتك، جرب أن تتاجر بأمراضك وعيوبك أمام الملأ، ربما تفوز بأعلى نسب المشاهدة، ويعود المتابعون إلى أدراجك ليعيدوا لك بريقك، جرب أن تتخلى عن قيمك وعن مبادئك حتماً ستتصدر المشهد، وستكون أيقونة من أيقونات المجتمع، ولا يهم ماذا تحمل هذه الأيقونة في جعبتها هل هي فارغة أو ممتلئة! هذا المنطق العجيب بات اليوم هو المغذي والرافد لمشاهير التواصل الاجتماعي، فالمتابع لا يهمه المحتوى بقدر ما يهمه كمية «الدراما أو الأكشن» التي يقدمها له هذا البطل الذي استنفد كل طاقاته الكامنة من أجل أن يكسب ودَّ وتعاطف متابعيه، حتى أنه لم يبقِ مصيبة من مصائب الدنيا وقضية من قضاياها إلا وألصق نفسه بها، متاجرة بالطلاق، متاجرة بالزواج، متاجرة بالعيوب الخَلقية والخُلقية، حتى أن بعضهم أصبح يستفز متابعيه ويحثهم على قذفه وشتمه، من أجل التكسب من ورائهم، ومن أجل كسب المزيد من الشهرة. تذهلك الأرقام الهائلة ونسب المشاهدات العالية والتعليقات على هذا النوع من المحتويات، متابعون بالملايين وتفاعل عجيب مع محتويات أقل ما يقال عنها تافهة، فنسبة السطحية التي وصل إليها البعض «الكثير» من أفراد مجتمعاتنا مقلقة، وهي مؤشر خطر يجب الالتفات له لأن ضحيته أجيال قادمة بعقول سطحية منجذبة نحو هاوية السوشال ميديا الفارغة، فماذا ستقدم لهم؟ وما هي مخرجاتها؟